المجلة | آيـــة |{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن

/ﻪـ 

{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا. إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا. وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا. لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرا }
تلك هي حقيقة المجادلين يكشفهم ربهم أمام أنفسهم قيل الناس فما يدعونه من حجج إنما هي ستار لهذا الكفر الذي استقر في قلوبهم كذبوا بالساعة، وبلغوا هذا المدى من الكفر والضلال. ثم يخبرنا الله عن الهول الذي ينتظر أصحاب هذه الفعلة الشنيعة. إنها السعير التي إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا، وكأنها قد دبت فيها الحياة! فإذا هي تنظر فترى أولئك المكذبين بالساعة. تراهم من بعيد! فإذا هي تتغيظ وتزفر فيسمعون زفيرها وتغيظها وهي تتحرق عليهم، وتصعد الزفرات غيظا منهم؛ وهي تتميز من النقمة، وهم إليها في الطريق! ثم هاهم أولاء قد وصلوا. ألقوا مقرنين، قد قرنت أيديهم إلى أرجلهم في السلاسل. وألقوا في مكان منها ضيق، يزيدهم كربة وضيقا، ويعجزهم عن التفلت والتململ.. ثم ها هم أولاء يائسون من الخلاص، مكروبون في السعير. فراحوا يدعون الهلاك أن ينقذهم من هذا البلاء: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}.. فالهلاك اليوم أمنية المتمني، والمنفذ الوحيد للخلاص من هذا الكرب الذي لا يطاق ولكن الجواب يأتي ليقطع هذ الأمل الأخير{لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}. فهلاك واحد لا يكفي بل مهالك تتلوها مهالك.

المزيد